السُّنن للإمامِ أبي داودَ السِّجسْتانيِّ

حققه فضيلة الشيخ العلامة محمد عوامة

كتاب من أعظم كتب السنة المطهرة، وأصل أصيل من دواوينها، ومعدن من معادن أحاديث الأحكام وركازها، وجامع كبير من مصادرها الأولى زمنًا ورتبة.
وقد وصفه مؤلفه الإمام أبو داود رحمه الله بقوله: «لا أعرف أحدًا جمع على الاستقصاء غيري، وهو كتاب لا يرد عليك سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم بإسناد صالح إلا وهي فيه».

جاء فضيلة العلامة المحقق الشيخ محمد عوامة فجمع له ثمانية أصول متقنة، فحقق نصوصه، وقابل أصوله، وأخرج لنا نصًّا متقنًا كاملاً، وجعل أصل هذه الأصول: نسخة الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله تعالى، ولم يخرج عن مضمونها ونصها إلا في كلمات يسيرة جدًا، وسبب اعتماده على هذا الأصل أسباب عدة منها: 1 ـ شهرة الحافظ ابن حجر بدقته وإتقانه وعلمه. 2 ـ قرأ الحافظ السنن وأقرأه عدة مرات. 3 ـ اعتماده على رواية اللؤلؤي لسنن أبي داود وهي آخر الروايات عن مؤلفه رحمه الله. 4 ـ جمعه في هذه الرواية: الروايات الأخرى لسنن أبي داود، وهي: ابن داسة، وابن الأعرابي، وابن العبد، وقليل من رواية الرملي. 5 ـ كثرة الحواشي العلمية التي على نسخة الحافظ وتشمل غالبًا على: رموز نسخ أخرى، أو تفسير غريب، أو فوائد علمية حديثية، وغير ذلك، وقد أثبت كل ذلك فضيلة الشيخ حفظه الله.

وأما تعامله مع باقي الأصول فإنه: 1 ـ أثبت اختلافها مع نسخة الحافظ ابن حجر. 2 ـ نقل ما فيها من هوامش وفوائد علمية. 3 ـ نبه إلى المهم من ضبطها. وأما خدماته الأخرى في التعليق فيمكن تلخيصها في: ـ نقل تخريج الحديث من كتاب «تهذيب السنن» للإمام المنذري. ـ ربط الحديث بمصنف ابن أبي شيبة إن كان موجودًا فيه لمن يرغب بزيادة التخريج. ـ حلّ العبارات المغلقة سندًا أو متنًا وإيضاح المشكل منها من شروح سنن أبي داود الثلاثة، وهي: «معالم السنن»، و«بذل المجهود»، و«عون المعبود».
وغير ذلك من خدمات يجدها القارئ الكريم في المقدمة الصافية التي أجاد بها قلم العلامة الشيخ محمد عوامة حفظه الله تعالى.

المراجعات

لا توجد مراجعات بعد.

كن أول من يقيم “السُّنن للإمامِ أبي داودَ السِّجسْتانيِّ”

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

بعض التشبيهات